عيد ال " حب - سد " عيد تجديد الطاقة
كان طقس ال " حب - سد " طقسا فريدا فى تاريخ مصر فكانت أعياد المصريين القدماء تخص الشعب كله إلا أن ال " حب - سد " كان طقسا يدور حول بطل رئيسى و هو الملك .
هناك من يطلق على ال " حب - سد " يوبيل تتويج الملك أو اليوبيل الثلاثينى و لكن الرموز المرتبطة به تشير إلى أبعد من مجرد إحياء ذكرى تتويج الملك فهى تدور حول علاقة الكون الأصغر ( الإنسان ) متمثلا فى الملك بالكون الأكبر .
طقوس الإحتفال بال " حب - سد " |
كان الإحتفال بال " حب - سد " يقام فى العام الثلاثين من حكم الملك ثم يعاد الإحتفال به كل ثلاث أعوام و طابع ال " حب - سد " أنه بإمكان الملك أن يطيل مدة حكمه بأداء بعض الشعائر التى تعينه على تجديد حيويته و نشاطه فهو عيد لتجديد الطاقة خاص بالملك فقط , هناك أدلة على أن بعض الملوك إحتفلوا به قبل العام الثلاثين مثل الملكة حتشبسوت التى إحتفلت به فى العام السادس عشر من حكمها و مثل الملك أخناتون الذى إحتفل به بعد تتويجه بفترة قصيرة جدا و مثل الملك زوسر إحتفل بال " حب - سد " فى عامه التاسع عشر من حكمه .
إحتفل الملك رمسيس الثانى بأربعة عشر " حب - سد " أثناء فترة حكمه التى إمتدت إلى 67 عام و الملك ببى الثانى إحتفل به مرتين أثناء فترة حكمه .
أقدم أثر يسجل طقس ال " حب - سد " وجد على أحد صولجانات الملك نارمر و فيه بعض مشاهد من طقوس ال " حب - سد " و أستمر ظهور نقوش تصور الإحتفال بال " حب - سد " عند معظم ملوك مصر و حتى العصر البطلمى .
إحتفل الملك رمسيس الثانى بأربعة عشر " حب - سد " أثناء فترة حكمه التى إمتدت إلى 67 عام و الملك ببى الثانى إحتفل به مرتين أثناء فترة حكمه .
أقدم أثر يسجل طقس ال " حب - سد " وجد على أحد صولجانات الملك نارمر و فيه بعض مشاهد من طقوس ال " حب - سد " و أستمر ظهور نقوش تصور الإحتفال بال " حب - سد " عند معظم ملوك مصر و حتى العصر البطلمى .
صولجان الملك نارمر |
المصادر الأثرية التى امدتنا بتفاصيل الإحتفال بال " حب - سد "
1 - صولجان الملك نارمر مسجل عليه مشاهد من احتفالات ال " حب - سد " .
2 - مقصورة معبد الشمس الملك ( نى وسر رع ) .
3 - مناظر معبد الملك أمنحتب الثالث بصولب ببلاد النوبة .
4 - مناظر معبد أوسركون فى بوباسطة .
5 - مقبرة الشريف خيروف .
6 - بعض أحجار التلاتات الملك اخناتون .
يمكن أن نقارن طقس ال " حب - سد " بما يسمى ( الموت الطقسى ) و هو أحد تجارب الخروج من الجسد يترك فيه الإنسان جسمه المادى و يرتحل بجسمه النجمى فى العالم الآخر و يلتقى بعالم الموتى ثم يعود منه مرة أخرى و عند عودته من تلك التجربة يكون الإنسان قد ولد من جديد و تتجدد الطاقة أى يموت وعيه المادى و يتحول الى وعى جديد هو الوعى الكونى .
كلمة سد هى أحد أسماء ويبواويت ( فاتح الطريق ) أحد الآلهه يصور على شكل ثغلب يحمل فوق عصا طويلة و يضع أمامه شيئا مدورا ملفوفا يرمز لمشيمة الإنسان و وجود ويبواويت فى مقدمة موكب الإحتفال بطقس ال " حب - سد " هو من أجل فتح الطريق للإنسان ممثلا فى الملك لكى يولد من جديد .
يوجد رأى آخر أن المصرى نظر إلى الكواكب بالسماء و بروجها يرصدونها و يراقبون دورتها و ربطوا دورتها بفيضان النيل ومطلع النجم المعروف باسم الشعرى اليمانية ( سيد ) و هو أشد النجوم لمعانا و الذى يظهر عند ظهور الفيضان من كل عام و إتخذوا من طلعته بداية لعامهم فقسموا العام لثلاثة فصول الفيضان ( أخت ) ، فصل الزرع والإنبات ( برت ) ، و فصل الحصاد ( شمو ) .
عند ظهور سيد في الفجر في نهاية شهر يوليه كان ذلك بشيرا بوصول ماء الفيضان و يعد بشيرا بالسنة الجديدة ويحمل معه الخير ولقد أصبح سيد كائنا مقدسا وآلة عظيما ذلك عندما تخيل المصرى وجود مملكة للموتى في السماء وكان سيد بجانب أوزير وقد إتخذوا مكانا في السماء بالقرب من الرب الأكبر .
مظاهر الاحتفال بعيد ال " حب - سد " |
لا يوجد مصدر واحد يحتوى على كل تفاصيل الطقوس التى كانت تقام يوم الإحتفال بال " حب - سد " و لكن هناك سمات عامة دائما ما تتكرر فى كل أعياد ال " حب - سد "
1 - وجود موكب يتقدمه ويبواويت من أجل فتح الطريق لإنسان لكى يولد من جديد.
2 - تقديم قرابين الى الالهه و بعض الرموز الخاصة بكل منهم
3 - الجرى الطقسى أن يجرى الفرعون اشواطا فى سباقات خلف ثور بالقرب من سور البلاط الملكى عبر الحقول و ربما يقام هذا الطقس فى احد الايام الثلاثة المخصصة لزيارة المقاصير و استقبال المبعوثين و عادة ما يرتدى الملك نقبة قصيرة تنتهى بذيل ثور .
من أشهر الساحات الخاصة بال " حب - سد " الموجودة بجوار هرم زوسر المدرج بسقارة .
4 - الرقص الطقسى يقوم الملك بإجراء رقصات عنيفة لإرضاء الآلهه .
5 - طقوس إقامة عمود الجد و عمود الجد يرمز إلى أوزير ملك مملكة الموتى و رمز لمحور الكون الذى تدور حوله النجوم فى قبة السماء .
6 - يرتدى الملك التاج الأحمر رمز مصر السفلى ( الدلتا ) و يقوم الملك بإقامة الشعائر و يعود الملك بإقامة الشعائر مرة أخرى و هو يرتدى التاج الأبيض رمز مصر العليا ( الصعيد ) ثم يرتدى الملك التاجين الأحمر و الأبيض دليل على توحيد البلاد و هو رمز لا يقتصر على القسيم الجغرافى لمصر الى دلتا و صعيد فالتاج الأحمر هو رمز الوجود الأدنى للإنسان و ارتباطه بالوعى المادى و التاج الأبيض رمز الوجود الأعلى للإنسان .
7 - حمل مقصورتين ترمز إحداهما إلى مصر السفلى و الأخرى ترمز الى مصر العليا فى مواكب و هم يحملون الملك على محفة .
8 - يقوم الملك بتقديم الأضاحى ثم يطلق الملك أربعة أسهم فى الجهات الأربعة الأصلية .
حتى إذا إقتنعت الآلهه بصلاحية الملك للإستمرار فى الحكم فيعدوا الملك للجلوس على العرش و يظهر لابسا التاج المزدوج و مزملا فى عباءة و جالسا فوق منضدة مرتفعة .
مقاصير الإحتفال بال " حب - سد " |
عيد ال " حب - سد " إحتفال رمزى أرتبط منذ البدايات الأولى حول تجديد القوة الملكية و قدرتها بوصفها الوسيط المقدس بين عالم الأرباب و عالم البشر و القادرة على التعامل و الإتصال بقوى خفية تتحكم فى مظاهر الكون و الطبيعة فإذا ما تجددت هذة القوة الملكية بعدما ظن من حولها أنها ضعفت أمدته المعبودات بمقومات الخير و ضمنت لممثلها فى البلاد شرعية الحكم و استقرار الأمور بعدما أثبت لها من خلال شعائر عيد ال " حب - سد " ولائه لها فمنحته بعض صفاته .
لسفينتى الشمس وظيفة بإحتفال ال " حب - سد " فهما يمثلان حادثة موت الملك و نزوله إلى سفينة الشمس الليلية و توحده مع آلة الشمس و طوافه حول البحيرة المقدسة ليصل إلى سفينة النهار إيذانا بولادته من جديد مثل آلة الشمس و رمزية النبلاء و عظماء الدولة الذين يجرون السفينة دلالة على أنهم نجوم ثابتة لا تغيب أما الأشخاص الذين يركبون السفينة فهم يمثلون الآلهة الموجودة مع آلة الشمس و تلك دلالة سياسية دعائية بأن الملك هو إبن آلة الشمس و أن موته لا يدوم ألا ليشرق مرة أخرى من الشرق ويعود للحياة مولودا من جديد .
عيد ال " حب - سد " يدور حول شرعية الحكم في الحضارة المصرية القديمة و لذلك إحتوت طقوس العيد أحيانا على شعائر التتويج الملكي على إعتبار أنها تجدد القوى الملكية وإعادة تتويج لشخص الملك الذي يهدف سياسيا في إعلان الولاء لشخص الملك الحاكم من جانب حكام الأقاليم و كبار رجال الدولة و ممثلي الطوائف الكهنوتية ، فكانوا يقدمون جميعا الهدايا و الهبات من كل إقليم تعبيرا عن خضوعهم و طاعتهم للسلطة الملكية كما أن هناك مناظر كشفت عن قدوم بعض الوفود من بلاد الشرق الأدنى القديم التابعة لمصر حاملين معهم العطايا و الهبات الثمينة لكي يعبروا عن ولائهم المطلق لحكم الملك الجالس على عرش مصر ومن جانب آخر لا يمكن إغفال دور السلطة الملكية خلال أحداث و مشاهد هذا العيد في إظهار ولائها بلا حدود لآلهة مصر الكبرى المشاركة في الاحتفال و يتجسد ذلك الأمر في إفتتاح و إقامة منشآت دينية جديدة و ترميم المعابد القديم و تقديم القرابين و الهدايا و الهبات في كرم و سخاء فضلا عن الإحتفال بتماثيلهم القادمة مع وفود المقاطعات و المتواجدة بمكان الإحتفال .
كتبها : حسن يونس
عيد ال " حب - سد " يدور حول شرعية الحكم في الحضارة المصرية القديمة و لذلك إحتوت طقوس العيد أحيانا على شعائر التتويج الملكي على إعتبار أنها تجدد القوى الملكية وإعادة تتويج لشخص الملك الذي يهدف سياسيا في إعلان الولاء لشخص الملك الحاكم من جانب حكام الأقاليم و كبار رجال الدولة و ممثلي الطوائف الكهنوتية ، فكانوا يقدمون جميعا الهدايا و الهبات من كل إقليم تعبيرا عن خضوعهم و طاعتهم للسلطة الملكية كما أن هناك مناظر كشفت عن قدوم بعض الوفود من بلاد الشرق الأدنى القديم التابعة لمصر حاملين معهم العطايا و الهبات الثمينة لكي يعبروا عن ولائهم المطلق لحكم الملك الجالس على عرش مصر ومن جانب آخر لا يمكن إغفال دور السلطة الملكية خلال أحداث و مشاهد هذا العيد في إظهار ولائها بلا حدود لآلهة مصر الكبرى المشاركة في الاحتفال و يتجسد ذلك الأمر في إفتتاح و إقامة منشآت دينية جديدة و ترميم المعابد القديم و تقديم القرابين و الهدايا و الهبات في كرم و سخاء فضلا عن الإحتفال بتماثيلهم القادمة مع وفود المقاطعات و المتواجدة بمكان الإحتفال .
كتبها : حسن يونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق