إهتم المصرى القديم منذ عصور ما قبل الأسرات بالجمال فإتجه إلى التزين و التجميل الذى طال المرأة و الرجل سواء فأعتنى المصريون بجمال العيون و صبغ ما حول عيونهم بالملاخيت ( الكحل ) و بدأ فى صناعة مستحضرات التجميل و التى أدت إلى صناعة أدوات خاصة و الملاخيت حجر أخضر يتولد من معدن النحاس و يوجد فى شبة جزيرة سيناء و فى الصحراء الشرقية و كان الغرض منه تجميل العين و وقايتها من الشمس و الذباب و أمراض العيون و كانوا يصبغون خدودهم فى بعض الأحيان بالدهان و كانت كل هذة الأصباغ تطحن فيما يعرف بالصلايات .
الصلايات هى ألواح من الطين أو الحجر يتوسطها بؤرة دائرية كانت تستخدم فى طحن مستحضرات التجميل .
لم يُعرف أسم الصلاية عند المصرى القديم .
الصلايات كانت تستخدم فى طحن مستحضرات التجميل عن طريق وجود صحن دائرى فيها يطحن فيه مستحضر التجميل و عثر فى بعض الصلايات داخل الصحن على بقايا بقع خضراء ناتجة عن طحن الملاخيت و ظلت تستخدم حتى عصر بداية الأسرات و مع مرور الوقت تحولت إلى لوحات تذكارية تزخرف بالإحتفالات الكبرى أو المناسبات كما كانت تعبر فى بعض الأحيان عن عقيدة دينية كما أن الفنان إستغل الفراغ حول الصحن الذى يستخدم لطحن مستحضر التجميل فى تسجيل أحداث و مواضيع هامة و كانت توضع فى المعابد كقرابين أو نزور أو تعبر عن لوحة تذكارية لحدث هام .
ظهرت الصلايات فى الفترة ما بين العصر الحجرى الحديث و عصر بداية الأسرات و ربما ترجع قلة ظهورها فيما بعد و إستعمالها لتأريخ حدث معين أن المصرى قد عرف وسائل آخرى لتأريخ الأحداث الهامة التى تمر به.
تعددت أشكال الصلايات فمنها المثلثة أو المعينة أو البيضاوية أو شبة دائرية و مع تطور قدرة المصرى القديم أصبحت تنتهى برؤوس حيوانات مثل النعام و السلحفاة و الوعل ثم أصبحت تتخذ أشكال الحيوانات بأكملها أو تكون إطارات و ظهرت أيضا صلايات بأشكال حيوانات مثل السمك و السلحفاة و أفراس النهر و ظهرت صلايات على هيئة درع حليت قمته برأسى طائرين يتجهان للخارج .
حضارة ديرتاسا و حضارة البدارى كانت الصلايات تتخذ أشكال دائرية أو شبة بيضاوية من الطين .
حضارة نقادة الأولى كانت الصلايات تتخذ شكل المعين المغزلى و أصبح هذا الشكل فيما بعد رمز مرتبط بالإله مين .
حضارة نقادة الثانية كانت الصلايات تاخذ شكل متوازى الأضلاع و أضيف لها أحيانا ملامح زخرفية لرأس حيوان أو حيوان عند طرف الصلاية .
مع بداية ظهور الصلايات فى العصر الحجرى الحديث كانت الصلايات لا تزخرف و إن زُخرفت فكانت زخارفها بسيطة تمثل حيوان أو رمز فالبداية الحقيقة لزخرفة الصلايات مع بداية عصر الأسرات فزخرفت بالنقش البارز على وجة واحد أو وجهين .
كشف عن عدد كبير من الصلايات فى مقابر ما قبل الأسرات و كانت توضع أمام وجة الميت إلى جانب بعض أدوات الزينة و كثير ما كانت توضع بجوارها أكياس صغيرة من الجلد تحتوى على قطع صغيرة من الملاخيت .
يطلق على هذة الصلاية هذا الإسم فى مقابل صلاية نعرمر الشهيرة حيث قدمت لنا الحفائر هناك الصلايتين و يحتفظ متحف اللوفر بالصلاية الصغرى بينما توجد صلاية نعرمر بالمتحف المصرى بالقاهرة و نقشت صور مختلف الحيوانات تجرى فى فزع أمام كلاب الصيد و الإسود كما يلاحظ وجود حيوان جريفن كما يظهر ثعلب يمسك الناى ليعزف به و ربما يمثل آدمى مقنع يعزف على آله الناى كصورة دينية للإخضاع الحيوانات كما يحدث أثناء الصيد فى البرارى و على الوجة الثانى يظهر حيوانين خرافيين طوال الأعناق ربما تمثل الأسود ذوات رقاب أفاعى و يلاحظ إستطالة أعناقها ليلتقيا حول بؤرة أو منتصف الصلاية ليشكلا المدق أو المساحة التى يتم فيها طحن مستحضرات التجميل و قد تحدد إطار صلاية الكوم الاحمر الصغرى بواسطة كلبين .
2 - صلاية نعرمر
تعتبر أهم الصلايات على الإطلاق و هى محفوظة بالمتحف المصرى و قد صنعت من حجر الشيست و كشف عنها فى مدينة الكوم الأحمر و يطلق عليها صلاية الكوم الأحمر الكبرى و قد مثل على الوجه الأول منها الملك نعرمر مرتديا تاج الصعيد الأبيض و يرتدى مئزرا يتدلى من خلفه ذيل ثور بينما يتدلى من الأمام حزام الخصر الذى تزينه قلادة المعبودة بات ( حتحور ) و يقوم الملك بضرب أسير أمامه بواسطة مقمعة كمثرية الشكل و يوجد فوقه إسم الإقليم السابع من أقاليم الدلتا ( إقليم الخطاف ) كما يظهر المعبود حور واقفا فى صورة طائرا بيد بشرية فوق شكل بيضاوى يخرج منه ستة سيقان بردى و ينتهى برأس أدمي و يظهر خلف الملك حامل النعل الملكى فى حجم صغير و يمسك بيده اليمنى إناء و فى اليسرى نعلى الملك و قد زينت أعلى الصلاية بوجهى المعبودة حتحور فى صورة وجه امرأه باذنى و قرنى بقرة تقوم بحماية إسم الملك الممثل داخل سرخ .
صور الملك على الوجه الثانى أسفل منظرى المعبودة حتحور و قد سار فى موكب متوجا بتاج الدلتا الاحمر و خلفه يظهر الرجل الذى يقوم بحمل نعليه بينما يسير أمامه رجل يوجد فوقه كلمه " ثت " التى ترجمها البعض كأقدم إسم وزير و إن كان البعض الأخر يرى فيه كاتبا و مثل أمام الموظف 4 من حمله الأعلام و يمثل أول علمين صقرين كرمزين للمعبود حور ثم رمز للمعبود وب - واوت ثم مشيمة الملك ثم يظهر فى الجانب الأيمن عشرة أعداء على الأرض مقطوعى الرؤوس و وضعت الرؤوس بين سيقانهم و يظهر عند منتصف الصلاية أسدين إستطالت رقابهما و إنتهت برؤوس أسود و تشابكت لتصنع دائرة تلك التى يتم طحن مستحضرات التجميل فيها و قد أمسك شخص بحبل مربوط فى رقبة كل أسد منهما و مثل عند الصف الأسفل الملك فى هيئة ثور يقوم بهدم حصن رمزى و أمامه رجل عارى على الارض .
3 - صلاية ساحة القتال
يطلق عليها اسم صلاية العقبان و هى محفوظة بالمتحف البريطانى و متحف أشموليان باكسفورد .
تعود على الارجح إلى عصر نقادة الثانية و تصور محاربين تدلنا ملامحهم أنهم من أصل ليبى من حيث اللحى و الشعور الطويلة كما أنهم يرتدون قراب العورة و يظهر أعلى الصلاية أسيران كبلت أذرعهم خلف ظهورهما و على الأرجح يبدو الأسد الممثل فى الصف الأسفل من المناظر و كأنه الملك يمزق صدر شخص ممثل وسط عدد من جثث قتلى الأعداء بينما تظهر العقبان و الطيور الجارحة تمزق أشلاء الموتى و هذا كله عبارة عن صورة رمزية تصور الأنتصار على الأعداء .
4 - صلاية صيد الأسود
تعرف بصلاية الصيد و يتقاسم أجزائها كلا من المتحفين البريطانى و اللوفر و هى أكثر وضوحا من غيرها و تصور حملة صيد مرتبة و منظمة و قد حفظ الجزء الأكبر منها إلى المتحف البريطانى بينما الثلث فى متحف اللوفر و يظهر عليها عددا من حملة الأقواس و الحراب و عصر الرماية و الوهاق مثل على الصلاية حيوانات الصحراء فنجد أسدين و قد أصابهما سهمين من سهام الصيادين و وعل و قد ألقى عليه وهق و يلاحظ وجود كائن مركب عبارة عن مقدمتى ثور أعلى الصلاية و جميع الرجال لهم لحى و لهم ذيول ثيران مثل الفراعنة و لكن يرجح أنهم من اللليبين لوجود الريش أعلى رؤوسهم و يظهر مكان طحن و تجهيز الملاخيت ( الكحل ) و غيره من مستحضرات التجميل فى شكل دائرة عند منتصف الصلاية .
5 - صلاية الأسلاب ( الجزية الليبية )
توجد بقايا هذه الصلاية بالمتحف المصرى بالقاهرة و هى عبارة عن الجزء الاسفل من الصلاية و يظهر على أحد جانبيها ثلاثة صفوف متتالية تمثل صف من الثيران و أخر من الحمير ثم صف من الكباش بينما يزين الجزء الأسفل أشجار و نباتات و يظهر على الجزء الثانى من الصلاية ما يمثل سبع مدن محصنة يصاحبها رموزا مختلفة .
يرى البعض من العلماء أن المربعات الممثلة داخل الحصون السبع ربما تمثل مبانى كل مدينة و قد حاول عالم الأثار الألمانى سكوت قرأة الرموز فأفترض إنتصار الملك العقرب على مملكه الشمال بوتو ( تل الفراعين ) و نتج عن الانتصار قدوم الجزية الليبية الى الملك العقرب و ترجم الرموز كالاتى :
" حور هزم المدينة , ست هزم مدينة مالك الحزين , الصقر الذى هزم مدينة المتبارزين , إينى حرت ( أنوريس ) الذى هزم مدينة الجعران , اللبؤة التى هزمت مدينة كا , العقرب الذى هزم مدينة العرش , السيدان اللذان هزما مدينة الاحراج .
6 - صلاية الثور
توجد بقاياها فى متحف اللوفر فى باريس و تشهد على مهارة الفنان فى تصوير الملك فى هيئة الثور يقضى على عدو له بين ساقيه الأماميتين و يلاحظ اسفل الثور وجود حبل سميك كان موثوق به عددا من الاسرى ضاعت معالم صورهم و يلاحظ وجود خمس ايادى تمسك به و ربما تشير الصلاية الى انتصار الملك على بدو الصحراء .
7 - صلاية الوعلين
توضح هذه الصلاية مهارة الفنان فى تصوير وعلين رصعت عينيهما و الصلاية خالية تماما من اى زخارف او تفاصيل .
8 - صلاية التيتل
اطلق عليها صلاية التيتل نظرا لانه العنصر الوحيد الواضح عليها و هى مستديرة الشكل و توجد حاليا بالمتحف المصرى بالقاهرة .
9 - صلاية الزرافتين
توجد بمتحف برلين بالمانيا و هى عبارة عن الجزء الأسفل منها فقط و قد صور عليها زرافتين تقفان على جانبى نخلة و لم يتبق من المناظر سوى الجزء الاسفل الذى يمثل الحيوانين برشاقة رائعة .
كتبها : حسن يونس
تعددت أشكال الصلايات فمنها المثلثة أو المعينة أو البيضاوية أو شبة دائرية و مع تطور قدرة المصرى القديم أصبحت تنتهى برؤوس حيوانات مثل النعام و السلحفاة و الوعل ثم أصبحت تتخذ أشكال الحيوانات بأكملها أو تكون إطارات و ظهرت أيضا صلايات بأشكال حيوانات مثل السمك و السلحفاة و أفراس النهر و ظهرت صلايات على هيئة درع حليت قمته برأسى طائرين يتجهان للخارج .
حضارة ديرتاسا و حضارة البدارى كانت الصلايات تتخذ أشكال دائرية أو شبة بيضاوية من الطين .
حضارة نقادة الأولى كانت الصلايات تتخذ شكل المعين المغزلى و أصبح هذا الشكل فيما بعد رمز مرتبط بالإله مين .
حضارة نقادة الثانية كانت الصلايات تاخذ شكل متوازى الأضلاع و أضيف لها أحيانا ملامح زخرفية لرأس حيوان أو حيوان عند طرف الصلاية .
مع بداية ظهور الصلايات فى العصر الحجرى الحديث كانت الصلايات لا تزخرف و إن زُخرفت فكانت زخارفها بسيطة تمثل حيوان أو رمز فالبداية الحقيقة لزخرفة الصلايات مع بداية عصر الأسرات فزخرفت بالنقش البارز على وجة واحد أو وجهين .
كشف عن عدد كبير من الصلايات فى مقابر ما قبل الأسرات و كانت توضع أمام وجة الميت إلى جانب بعض أدوات الزينة و كثير ما كانت توضع بجوارها أكياس صغيرة من الجلد تحتوى على قطع صغيرة من الملاخيت .
أهم نماذج الصلايات فى مصر و العالم
1 - صلاية الكوم الأحمر ( الصغرى )يطلق على هذة الصلاية هذا الإسم فى مقابل صلاية نعرمر الشهيرة حيث قدمت لنا الحفائر هناك الصلايتين و يحتفظ متحف اللوفر بالصلاية الصغرى بينما توجد صلاية نعرمر بالمتحف المصرى بالقاهرة و نقشت صور مختلف الحيوانات تجرى فى فزع أمام كلاب الصيد و الإسود كما يلاحظ وجود حيوان جريفن كما يظهر ثعلب يمسك الناى ليعزف به و ربما يمثل آدمى مقنع يعزف على آله الناى كصورة دينية للإخضاع الحيوانات كما يحدث أثناء الصيد فى البرارى و على الوجة الثانى يظهر حيوانين خرافيين طوال الأعناق ربما تمثل الأسود ذوات رقاب أفاعى و يلاحظ إستطالة أعناقها ليلتقيا حول بؤرة أو منتصف الصلاية ليشكلا المدق أو المساحة التى يتم فيها طحن مستحضرات التجميل و قد تحدد إطار صلاية الكوم الاحمر الصغرى بواسطة كلبين .
2 - صلاية نعرمر
صلاية نعرمر |
صلاية نعرمر |
3 - صلاية ساحة القتال
صلاية ساحة القتال |
تعود على الارجح إلى عصر نقادة الثانية و تصور محاربين تدلنا ملامحهم أنهم من أصل ليبى من حيث اللحى و الشعور الطويلة كما أنهم يرتدون قراب العورة و يظهر أعلى الصلاية أسيران كبلت أذرعهم خلف ظهورهما و على الأرجح يبدو الأسد الممثل فى الصف الأسفل من المناظر و كأنه الملك يمزق صدر شخص ممثل وسط عدد من جثث قتلى الأعداء بينما تظهر العقبان و الطيور الجارحة تمزق أشلاء الموتى و هذا كله عبارة عن صورة رمزية تصور الأنتصار على الأعداء .
4 - صلاية صيد الأسود
تعرف بصلاية الصيد و يتقاسم أجزائها كلا من المتحفين البريطانى و اللوفر و هى أكثر وضوحا من غيرها و تصور حملة صيد مرتبة و منظمة و قد حفظ الجزء الأكبر منها إلى المتحف البريطانى بينما الثلث فى متحف اللوفر و يظهر عليها عددا من حملة الأقواس و الحراب و عصر الرماية و الوهاق مثل على الصلاية حيوانات الصحراء فنجد أسدين و قد أصابهما سهمين من سهام الصيادين و وعل و قد ألقى عليه وهق و يلاحظ وجود كائن مركب عبارة عن مقدمتى ثور أعلى الصلاية و جميع الرجال لهم لحى و لهم ذيول ثيران مثل الفراعنة و لكن يرجح أنهم من اللليبين لوجود الريش أعلى رؤوسهم و يظهر مكان طحن و تجهيز الملاخيت ( الكحل ) و غيره من مستحضرات التجميل فى شكل دائرة عند منتصف الصلاية .
5 - صلاية الأسلاب ( الجزية الليبية )
صلاية الاسلاب |
يرى البعض من العلماء أن المربعات الممثلة داخل الحصون السبع ربما تمثل مبانى كل مدينة و قد حاول عالم الأثار الألمانى سكوت قرأة الرموز فأفترض إنتصار الملك العقرب على مملكه الشمال بوتو ( تل الفراعين ) و نتج عن الانتصار قدوم الجزية الليبية الى الملك العقرب و ترجم الرموز كالاتى :
" حور هزم المدينة , ست هزم مدينة مالك الحزين , الصقر الذى هزم مدينة المتبارزين , إينى حرت ( أنوريس ) الذى هزم مدينة الجعران , اللبؤة التى هزمت مدينة كا , العقرب الذى هزم مدينة العرش , السيدان اللذان هزما مدينة الاحراج .
6 - صلاية الثور
توجد بقاياها فى متحف اللوفر فى باريس و تشهد على مهارة الفنان فى تصوير الملك فى هيئة الثور يقضى على عدو له بين ساقيه الأماميتين و يلاحظ اسفل الثور وجود حبل سميك كان موثوق به عددا من الاسرى ضاعت معالم صورهم و يلاحظ وجود خمس ايادى تمسك به و ربما تشير الصلاية الى انتصار الملك على بدو الصحراء .
صلاية الثور |
7 - صلاية الوعلين
توضح هذه الصلاية مهارة الفنان فى تصوير وعلين رصعت عينيهما و الصلاية خالية تماما من اى زخارف او تفاصيل .
8 - صلاية التيتل
اطلق عليها صلاية التيتل نظرا لانه العنصر الوحيد الواضح عليها و هى مستديرة الشكل و توجد حاليا بالمتحف المصرى بالقاهرة .
9 - صلاية الزرافتين
توجد بمتحف برلين بالمانيا و هى عبارة عن الجزء الأسفل منها فقط و قد صور عليها زرافتين تقفان على جانبى نخلة و لم يتبق من المناظر سوى الجزء الاسفل الذى يمثل الحيوانين برشاقة رائعة .
كتبها : حسن يونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق