جاري تحميل ... رياح الحضارة

رياح الحضارة

عجبت لحال وطنى إنه برغم إنحرافه يتضخم و يتعظم و يتعمق ، و يملك القوة و النفوذ ، و يصنع الأشياء من الإبرة حتى الصاروخ ، و يبشر بإتجاه إنسانى عظيم ، و لكن ما بال الإنسان فيه قد تضاءل و تهافت حتى صار في تفاهة بعوضة ، ما باله يمضي بلا حقوق و لا كرامة و لا حماية ، ما باله ينهكه الجبن و النفاق و الخواء .

إعلان الرئيسية

مشاركة مميزة

تماثيل التناجرا ( التيراكوتا )

تماثيل التناجرا تماثيل صغيرة الحجم مصنوعة من الطين المحروق ( التيراكوتا ) . سميت تماثيل التناجرا بهذا الأسم نسبة إلى مدينة تناجرا الموجودة...

مرات المشاهدة

المتابعون

أخبار عاجلة

إعلان في أعلي التدوينة

أساطير و قصص

تعاليم بتاح حتب

كان المصرى عندما يشعر بإقتراب أجله يكتب وصيته , و يقسم أملاكه , و غالبا كان ينقش صورة من هذه الوصية على جدران مقبرته . و أقدم من خلف لإبنه نصائح من هذا النوع هو الحكيم بتاح حتب .

بتاح حتب

هو حكيم مصرى قديم عاش فى عصر الدولة القديمة من عصر الدولة الفرعونية , و هو وزير الملك " جد - كا - رع " الملقب ب " إسيسى " أحد ملوك الأسرة الخامسة ( 2414 : 2375 ) ق.م .
تعاليم بتاح حتب أحد أعمال الأدب المصرى القديم و هى مجموعة من الأحكام و النصائح حول العلاقات الإنسانية و الموجهة من بتاح حتب لإبنه .
وصلت إلينا ثلاث برديات تحتوى على تعاليم بتاح حتب يرجع عهد إثنين منها إلى الدولة الوسطى منها بردية بريسى المعروضة فى مكتبة فرنسا الوطنية فى باريس و قد قام بترجمتها " باتيسكومب جن " عام 1906 م , كجزء من مجموعة كتب " حكمة الشرق " . و الثالثة كتبت فى الدولة الحديثة .
تبدأ التعاليم بتوضيح بتاح حتب لسبب كتابتها , و هو وصوله لسن الشيخوخة , و رغبته فى نقل حكمة أسلافه التى وصفها بأنها " كلمات الآلهة " .
تمجد التعاليم فضائل السلوك السوى بين الناس , و الدعوة للتعلم عن طريق الإستماع الى الجميع و معرفة ان المعرفة البشرية لن تكتمل ابدا , إضافة الى تجنب الصراعات كلما كان ذلك ممكنا , و ينبغى السعى الى العدالة , و فى النهاية ستسود كلمة الآله .
اثار مصر,تاريخ مصر
بتاح حتب
نجد فى النسخة التى من عصر الدولة الحديثة السبب الذى من أجله كتب بتاح حتب تعاليمه , فيقول لجلالة الملك " إسيسى "
" قد حلت الشيخوخة , و بدأ خرفها , و امتلأت الأعضاء آلاما , و ظهر الكبر كأنه شئ جديد , و أضحت القوة أمام الهزال , و أصبح الفم صامتا لا يتحدث , و غارت العينين , و صمت الأذنان , و أضحى القلب كثير النسيان غير ذاكر أمسه , و العظام تتألم من تقدم السن , و الأنف كتم فلا يتنفس , و أصبح القيام و القعود كلاهما مؤلما , و الطيب اصبح خبيثا , و كل ذوق قد ولى , فتقدم السن يجعل حال المرء سيئا فى كل شئ . فمرنى أصنع لى سندا لكبر سنى , و دع ابنى يحتل مكانى , فأعلمه أحاديث من يسمعون , و أفكار من سلفوا , و هم الذين حرموا السلف فى الأزمان الخالية , و ليتهم يعلمون لك بالمثل , حتى يتقى الشجار بين الناس , و تخدمك مصر . "
فأجاب جلالته :
" علمه أولا الحديث , و إنى أرجو أن يكون مثالا لأولاد العظماء , و ليت الطاعة تكون رائده , و يدرك كل فكرة صائبة ممن يتحدث إليه , فليس هناك ولد يحرز الفهم من تلقاء نفسه . "

اثار مصر,تاريخ
بتاح حتب و زوجته

الوصية

- تذهب المصائب بالثروة و لكن الحكمة لا تذهب , و إنما تمكث و تبقى .
- لا تكونن متكبرا بسبب معرفتك , و لا تكونن منتفخ الأوداج لأنك رجل عالم , شاور الجاهل و العاقل , لأن نهاية العلم لا يمكن الوصول إليها .. و الحكمة قد توجد فى أى مكان , حتى بين النساء الجالسات أمام الطواحين . فلا أحد بارع فى فنه .. و ليس هناك أحدا يسيطر على فنه أبدا .
- كن مجتهدا فى كل وقت .. أفعل أكثر مما هو مطلوب منك . لا تضيع وقتك إذا كان فى إمكانك أن تعمل , مكروه ذلك الذى يسئ إستخدام وقته , و لا تضيع فرصة لزيادة ثروات بيتك .. إن العمل يأتى بالثروة .. و الثروة لا تدوم إذا هجر العمل .
- إذا أردت أن يكون سلوكك حسنا و أن تحرر نفسك من كل الشرور , فأحذر أن تشتهى ما يملكه غيرك , إنه مرض لا شفاء منه .. يجعل الود مستحيلا .. و يحيل الصديق عدوا .. و يبعد محل الثقة عن سيده .. و تفسد ما بين المرء و أخيه .. و يفرق بين الرجل و زوجته .. إنها حزمة تضم كل الشرور .. إن الذى يشتهى ما يملك غيره , لا يكون له قبر .
- إن الإستماع مفيد للأبن الذى يصغى .. طوبى للأبن الذى يصغى عندما يتحدث إليه والده .
- إذا كنت رجلا ناجحا , فأسس لنفسك بيتا . و أتخذ لك زوجة تكون سيدة لقلبك . أشبع جوفها , و أستر ظهرها , و أعلم أن علاج أعضائها الدهان , و أجعل قلبها فرحا ما دمت حيا .. فالزوجة حقل مثمر لسيده .
- إذا وجدت رجلا مساويا لك يتجادل , و أثار حديث السوء فلا تسكت , بل أظهر له حكمتك و حسن أدبك , فإن الكل سيثنون عليك , و يحسن ذكرك عند العظماء .
- إذا وجدت رجلا يتكلم , و كان فقيرا , فلا تحتقره لأنه أقل منك , بل دعه و شأنه , و لا تحرجه لتسر قلبك , و لا تصب عليه جام غضبك , فإذا بدا لك أت تطيع أهواء قلبك فتظلمه , فأقهر أهواءك , لأن الظلم ليس من شيمة الكرام .
- إذا كنت فى صحبة جماعة من الناس , و كنت عليهم رئيسا و لشئونهم متوليا , فعاملهم معاملة حسنة حتى لا تلام , و ليكن مسلكك معهم لا يشوبه نقص , إن العدل عظيم , طريقه سوى مستقيم .
- لا تستحل حقوق الناس حراما .. ما كان الشر يوما بموصل مقترفه إلى شاطئ الأمان , قد يحصل المرء على شئ من الثروة عن طريق الشر , و لكن قوة الحق تبقى ثابتة , إن حدود الحق واضحة , و الحلال بين و الحرام بين , و المرء يفعل ما تعلمه من أبيه .
- لا تنشر الرعب بين الناس , فهذا أمر يعاقب عليه الاله . هناك من الناس من يقول ها هى الحياة قد أقبلت فيمشى فى الأرض متكبرا , فيجازىى بالحرمان من خبز فمه . و هناك من الناس من يقول ها هى سطوتى و يخيل إليه أنه يستطيع أن قيستولى على كل ما يخطر له بالباطل , و بينما هو يتفاخر بذلك تنزا عليه النازلة فلا يملك لها دفعا , و لا لنفسه نفعا , و هناك من يتحايل على الحصول على ما ليس له , ليقتنى بذلك ثروة تغنيه , و ليهيئ لنفسه الأمن فى المستقبل , و لكن المستقبل لا يهيئه أحد لنفسه , لأنه بيد الاله , فما من شئ هيئه المرء لنفسه قد وقع , و إنما يقع ما أمر به الرب . فعش إذن فى بيت الأمان و الطمأنينة , قانعا بحاضرك , واثقا بمستقبلك , فيأتى الناس إليك من كل مكان برزق لك من حيث لا تعلم .
- إذا كنت مكلفا بأداء رسالة من أحد النبلاء إلى نبيل آخر , فأدها كما أخذتها تماما دون تحريف أو تبديل , و لا تثر عداوة بكلماتك , و لا تؤلب نبيل على نبيل بقلب الحقائق إلباس الباطل ثوب الحق . و لا تكن نماما , فالنميمة تكرهها النفس و تأباها الروح .
اثار مصر,تاريخ مصر
تعاليم بتاح حتب
- الرجل العادل الذى يسير على صراط مستقيم فغنه يعيش طويلا , و يحرز ثروة كبيرة على حين لا يجد الرجل الشره قبرا له .
- لا تكن شرها فى القسمة , فلا تأخذ منها ما ليس لك , و لا تطمع فيما هو لأقاربك , و الكلمة الطيبة اللينة خير من القوة و أجدى , و الطماع يخرج دائما صفر اليدين من بين أقاربه و أخدانه , لأنه حرم موهبة الكلام الرقيق , و أن القليل الذى يختلس يولد العداوة عند صاحب الطبع اللين .
- أشبع خدمك الأجراء بما لديك , و مما أفاء الرب عليك , فهذا واجبك , و لو أنه من الصعب إرضاء الخادم الأجير , و عندما تطوق الخدم بفضلك و كرمك يأتون إليك و يقولون نريد أن نذهب و نتركك .. ألا فلتذهب الرحمة من مدينة يقيم فيها خدم خبثاء تعساء !!!
- أشبع أصدقائك بما أفاء الاله عليك من خير و حظوة , فالحكمة تقضى بذلك , إذا ما من إنسان يعرف مصيره إذا فكر فى الغد . و إذا حل سوء الطالع بمن كان ذا حظوة فإن أصدقاءه هم الذين يقولون له مرحبا فأستبق لذلك مودتهم لوقت الشدة الذى يتهدد الإنسان .
- لا تردد كلاما قيل فى ساعة غضب و لا تصغ إليه , لأنه خرج من بدن أحمته ثورة الغضب . و إذا أعيد هذا الكلام عليك فلا تستمع إليه , بل أنظر إلى الأرض و لا تتكلم بشأنه , فيخجل من هو أمامك و يعرف الحكمة , و إذا أمرت بإقتراف سرقة فعليك أن تتفادى الأمر لأن السرقة شنيعة طبقا للقانون .
- إذا كنت رجلا ذا شأن و جلست فى مجلس سيدك فثق أن السكوت أجدى لك من الثرثرة فى الكلام , و لا تتكلم إلا إذا كان لديك ما تريد أن تقوله حقا , و حينذاك يجب عليك أن تكون فنانا , لأن الكلام أصعب من أى عمل آخر .
- إذا كنت ذا بطش و سلطان , فدعهم يوقرونك من أجل علمك ورقة حاشيتك , و لا تصمت و لكن حذار من أن تقاطع أحدا و هو يتكلم , و إياك أن تجيب و أنت فى ثورة غضب .
- إذا كان الأمير منهمكا فى عمل فلا تثر ما يعوقه , و لا تغضب قلبا مثقلا بالهموم , إنه لينصرف عمن يعطله , و لكنه يفضى بدخيلة نفسه لمن يحبه , إن تآلف الأرواح هو من الاله الذى يحب خلقه , أنطلق إذن بعد شجار مرير و تصاف مع من كان لك خصما , فمثل هذه الأحاسيس هى التى تقوى الحب .
- إذا كنت أستاذا و مربيا تقوم على تعليم أحد النبلاء , فعلمه الأشياء التى تعود عليه بالنفع و دعه يختلط بالناس و يقر بالفضل لأستاذه , إذ أن رزقك يأتيك منه , فأنت من خيره تشبع بطنك و تكسو ظهرك , و دعه يحبك حتى يعمر بيتك و يعلو شرفك . و لسوف يمد يده فى رفق إليك و يعطيك و يغرس حبك فى قلوب أصدقائك .
- إذا كنت أبن أحد رجال الدين , و رسول سلام بين جموع الناس , فتكلم دون أن تحابى طرفا , و ليكن هدفك إصدار أحكام دقيقة .
- إذا كنت قد تسامحت فى سابق الأيام فصفحت عن شخص بغية هدايته , فدعه و شأنه , و لا تذكره بفضلك فى الغد .
- إذا صرت رجلا عظيما و كنت فى وقت من الأوقات صغيرا فلا تتكبر , فلست أنت الأخير و سرعان ما يبلغ سواك المرتبة التى بلغتها فيكون مساويا لك , يأتيه من الثورة و الجاة ما أتاك .
- إنحنى أمام رئيسك , المشرف عليك فى شئون الإدارة الملكية , حتى يظل بيتك مفتوحا , و يستمر رزقك و مرتبك جاريا , و لا تعصه , فإن عصيان من بيده السلطة حماقة و شر مستطير .
- لا تسلب منازل المزارعين , و لا تسرق صديق حتى لا يتهمك فى مواجهتك فينقبض قلبك , و إذا علم بأمرك فإنه لن يتوانى عن أذاك و ضررك , ما أحمق الخصام بدل الصداقة !!!
- إذا كنت تبحث عن أخلاق صديق فلا تسأل أقرانه عنها , و لكن إختلط به و أقض وقتا معه حتى تختبر أحواله , و تناقش معه بعد زمن , و أمتحن قلبه فى معرض كلام , فإن كشف لك عن حياته فقد هيأ لك الفرصة إما أن تخجل منه أو لكى تكون له صديقا , و لا تكن متحفظا عندمكا يبدأالحديث , و لا تجبه بخشونة , و لا تتركه , و لا تقاطعه حتى ينتهى من حديثه , فقد تستفيد مما يقول , أما إذا أفشى شيئا يكون قد رآه أو فعل شيئا يغضبك , فكن حذرا حتى فى إجاباتك .
- كن سمح الوجة وضاء الجبين مشرق الطلعة ما دمت حيا , و لا تحزن على ما فات , و المرء يذكر بأعماله .
- لا تجعل الرجل الذى لا ولد له حسودا , و لا تنبذه و تجعله مغموما محسورا لهذا السبب . فالاب صاحب الولد قد يعتريه الهم بالرغم من عظم مكانته , و ام الاولاد كذلك نصيبها من راحة البال قليل , و الرب هو الذى يخلق الانسان و يقدر له نصيبه فى الحياه .
- إذا كنت وضيعا فسر فى ركب رجل عظيم حكيم فتكون اعمالك مباركة امام الرب .
- إذا عرفت رجلا صغيرا ارتفع فصار عظيما , فقدم له فروض الاحترام التى تتناسب مع المركز الذى وصل اليه .
- اسمع يا بنى , ان الثراء لا ياتى وحده , انه يفد على من يريده و يعمل له , فإذا عملت له و سعيت وراءه , فإن الرب ينيلك إياه . أما إذا قعدت و توانيت و تمسكت بأهداب الكسل و الخمول فإن الرب لك بالمرصاد , ينزل عليك غضبه و عقابه .
- إذا أصبحت عظيما بعد أن كنت وضيعا و صرت غنيا بعد ان كنت فقيرا فلا تنس ما كنت عليه فى الماضى و لا تفخر بثروتك و تستكبر فأنت لست بأحسن حالا من رفاقك الذين حل بهم الفقر .
- إذا كنت رجلا عاقلا فليكن لك ولد تقوم على تربيته و تنشئته , فذلك شئ يسر الآلهه , فإذا اقتدى بك و نسج على منوالك و نظم من شئونك و رعاها , فأعمل له كل ما هو طيب لأنه ولدك و قطعة من نفسك و روحك , و لا تجعل قلبك يجافيه , فإذا ركب رأسه و لم يأبه لقواعد السلوك فطغى و بغى , و تكلم بالإفك و البهتان , فقومه بالضرب حتى يعتدل شأنه و يستقيم قوله , و باعد بينه و بين رفاق السوء حتى لا يفسد , أما إذا تحدى قولك فأطرده لأنه ليس ابنك , و لم يولد لك .
- إذا كنت فى مجلس فأعمل طبقا لما كلفت به أول يوم و لا تتغييب بل أنتظر حتى يأتى دورك , و عندئذ كن مستعدا للدخول دون دفع أو تزاحم فالمكان رحب و قاعة المجلس يسيطر عليها نظام دقيق , و تسير أمورها وفق خطة محكمة , أنه هو الرب الذى يهب المرء مقعدا فيها يجزى به المستحقين و لا يناله المعتدون .
- إذا كنت بين جماعة من الناس , فاجعل حب الناس هدفك و منيتك , و مبتغى قلبك و هواك , فيقول من يراك هذا هو رجل ناجح و أتته الثروة فلأقلده , فيحسن ذكرك جيرانك , و يكتمل من أمرك ما ينقصه . أما من يسير على هواه فلا يكون نصيبه إلا الإحتقار و هوان الشأن , و ما هو ببالغ من حب الناس شيئا , فيصبح قلبه ملئ بالبؤس , و جسمه بغيضا , و يغدو مرذولا عند المؤمنين بالرب . إن من أتبع هواه ضل , و له من نفسه عدو مبين .
- كن صريحا و لا تخف من أعمالك شيئا , بل صارح بها رئيسك فى مجلسه حتى و لو كان يعلم بها , فلا يضير المرء أن يقال له هذا شئ أعلمه .
- إذا كنت زعيما على قوم , فتصرف فى شئونهم بما تقضى به قواعد القوانين و الأنظمة , ناظرا إلى ما يتأتى فى قابل الأيام عندما لا يفيد الكلام .
إذا كنت حاكما فكن عطوفا مستأنيا عندما تصغى إلى شكوى مظلوم , و لا تجعله يتردد فى أن يفضى إليك بدخيلة نفسه , بل كن به رفيقا و لحاجته قاضيا , و لظلمه مزيلا رافعا . أجعله يسترسل فى كلامه على سجيته حتى تقضى له حاجته التى أت من أجلها إليك , فإنه إذا تردد فى أن يفضى إليك بما يجيش فى صدرك قيل أن القاضى يظلم من لا يستطيع لظلمه دفعا , بيد أن القلب الحانى العطوف يستمع و يصغى عن رغبة .
- إذا كنت تريد أن تكون موفور الكرامة فى اى منزل تدخله سواء كان منزل ام اخ ام صديق , فلا تقرب النساء , فما من مكان دخله التعلق بهوى النساء إلا و فسد . و من الحكمة أن تجنب نفسك مواطن الشطط و الزلل , و لا توردها موارد التهلكة , فإن ألافا من الرجال أهلكوا أنفسهم و عملوا على حتفهم من أجل تمتعهم بلذة عارضة تذهب كحلم فى لمح البصر .
- إن الرجال ليفتتنون بأعضائهن البراقة و لكنها سرعان ما تصبح بعد ذلك مثل أحجار هرست و الموت يأتى فى النهاية .
- إذا أردت أن تكون أعمالك حسنة مستطابة فكن بعيدا عن المساؤى و الشرور , و هدئ من طباعك و تجنب الشراهة , لأن هذه رذيلة تقود إلى الهلاك , فهى تفرق بين الآباء و الأمهات , و الأخوة و الأخوات , و تبذر بذور الشقاق بين الزوج و زوجته .
- أعرف جيدا من يعاملك من التجار , فإنه إذا ساءت حالك فإن شهرتك الحسنة بين أصدقاؤك ستكون لك ذخيرة , إنها خير من الألقاب و من الغنى , فالغنى يزول , و ينتقل من شخص لآخر , و الذكرى الحسنة باقية للمرء مفخرة له , إن الخلق الحسن يبقى شيئا مذكورا .
- ألا فلتعلم أن الرذيلة يجب أن تمحق حتى يتأتى للفضيلة أن تعيش و تبقى .
- عندما تجلس الى مائدة احد الكبار , فخذ اذا اعطاك مما هو موجود امامك . و لا تنظر الى ما وضع امامه , بل انظر الى ما وضع امامك انت , و لا تصوب اليه نظراتك الكثيرة لأن النفس تشمئز عندما يصطدم المرء بها . و غض بصرك حتى يحييك و لا تتكلم الا اذا حياك . اضحك عندما يضحك فان هذا مما يبهج قلبه و يجعل ما تفعله مقبولا لديه , لان الانسان لا يعلم ما فى القلب .
- إذا جلس الرجل العظيم الى الطعام , فإن مسلكه و أعماله تجئ من وحى روحه فقد تمتد يده بالطعام الى من يجلس بجواره و قد تتجاوز الى البعيد بوحى من الروح و الخبز يرزقه الرب لمن يشاء .
- لا تردد الشائعات , و لا تستمع إليها .
- لا تثرثر مع جيرانك , فالناس تحترم الصامت .
- فى الاستماع فوائد للمستمع .
- اذا كنت تعمل بجد , و اذا كان نمت الحقول كما ينبغى , فذلك لان الله قد وضع البركة فى يديك .
- القلب الكبير هبة من الله , و من يطيع بطنه , فهو يطيع عدوه .
- اذا كنت رجلا عاقلا فاتخذ لك بيتا و احب زوجتك و خذها بين ذراعيك , اشبع جوفها , و اكس جسدها , ان الدهان هو علاج اعضائها , افرح قلبها طول حياتك , لان مثلها مثل الحقل الذى يعود بالخير الوفير على صاحبه , لا تكن فظا لان اللين يفلح معها اكثر من القوة , انتبه الى ما ترغب فيه و الى ما تتجه نحوه رغبتها و تنظر عينيها و اجلبه لها . و بهذا تستبقيها فى منزلك .
- اذا اتخذت امراة مهذبة مثقفة يفيض قلبها بالمرح و يعرفها اهل بلدتها , فترفق بها و لا تطردها بل اعطها ما تاكل منه حتى يكتنز جسمها من الطعام .
كتبها : حسن يونس
الوسوم:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *